نيتشه كان يهرب إلى عزلته, وتولستوي هرب من زوجته, ودوستويفسكي من دائنيه, فالكل هارب من شيء إلى اَخر ! ف مما أنت هارب ؟
في كتابه 《 أرواح وأشباح 》 يقول أنيس منصور :《 أمل كل انسـان هو ان يهرب من هذا « الضيق » الذي وجد نفسه فيه, في البيت, وفي المكتب, وفي أي مكان آخر . ولذلك كان الهرب هو نوعا من « الخروج » أو الانطلاق الى اى مكان آخر, فساكن المدينة يهرب الى الريف, وسـاكن الريف يهرب الى المدينة, والجميع يهربون الى البحر, ويهربون من الحاضر الى الماضي والى المستقبل, ومن الأرض الى الكواكب الأخرى, ومن الواقع الى الخيال, ومن قوانين العالم الى تهاويل الفن ومن العقل الى الذوق, ومن كل شيء الى السحر والسر والدين, الى الأدب والموسيقى, والفن والفلسفة,الكل هارب من شيء إلى اَخر .》
في رسالتها إلى طبيبتها النفسية تكتب سيلفيا بلاث : أنها تشعر بالحنين لزوجها 《 تيد 》ولكي تخفف عن نفسها تهرب إلى مكتب تيد لقراءة كتاباته. فأذا به تجد رسائل زوجها لعشيقته واصفاً لها سيلفيا بالأخطبوط تصاب بلاث بالأحباط واليأس ولا تجد منهما مهرب الا الانتحار
الكل هارب من شيء لآخر !
الفتاة ميلينا تهرب من القيود بالعادات والتقاليد التي كان يحيطها بها والدها الدكتور يسنسكا فتضطر للهروب مع 《 ارسنت بولاك 》 الذي تزوجها تاركه كل شيء خلفها غير مبالية لتكتشف فيما بعد بأن بولاك لم يعد يعيرها اي اهتمام يتركها دون طعام دون اي رعاية ولا سؤال مما يضطرها لطلب الطلاق منه تزوجت ميلينا بعدها بشخص مهندس وتكررت نفس المأساة وكذلك تكررت مرة ثالثة ورابعة ولا آحد يهتم. اضطرب ميلينا للعمل بالسياسة وعارضة الاحتلال النا ز ي. ادخلت المعتقل لتموت هناك. وتحر ق. جثتها.
ظلت هاربة طول العمر تبحث عن شيء لم تجده.
وفي الختام يبقى أجمل هروب هو الهروب إلى الله بتوب صدقة ينسيك كل الهم و الغم الذي أنت فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق